باب شمائل المصطفى صلى الله عليه واله وسلم
اعلم يا اخى المحب ان حقيقة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سر لطيف من اسرار الحق تعالى لايطلع عليه فى هذه الدار نبى مرسل ولا ملك مقرب وانما ادرك المؤمنون العارفون منه ظاهر صورته المحمدية فالكل عاجزون عن ادراك حقيقته الكمالية من جماله وعقله وجاهه وعلومه وتزهده وخوفه ورجائه واتواضعه وشفقته ورحمته وجوده وسخائه وغير ذلك من الكمالات وبديع الحسن فى معانى الصفات ولكن عندما شغف المحبون بالحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم افرد العلماء وتحدث عن بعض شمائله الجزئية وذلك للتقريب والتفهيم والتمثيل ليس اداراك حقيقة محمدية وانما صورة ظاهرية بشريةخلقية واوصاف حسية يتقوى بها المحب حتى يصل بحبه واتباعه الحق الى معنى من معانى ومشهد من مشاهد وحقيقة من الحقائق وعلم من علوم واحاطه من احاطات وذوق من ذوقيات وحال من احوال ومقام ن مقامات الحقيقة المحمدية الاحمدية
وفى هذه الشمائل المحمدية انقسم العلماء المحبون الى قسمين والى فريقين احدهم اهتم بالشمائل والاوصاف الظاهرية
والاخر اهتم بالشمائل والاوصاف والحقائق الباطنية
والكل على قر معرفته ومحبته واحاطته
اولا : الشمائل المحمدية كما اوردها العلماء المتخصصون بالحديث النبوى الشريف فى واقع الروايات المتصلة الى اهل بيته وصحابته الطيبين الطاهرين
قال القاضى عياض فى كتابه ( الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ) قال الفقيه القاضى الامام ابو الفضل وفقه الله تعالى وسدده
لاخفاء على من مارس شيئا من العلم او خص بادنى لمحه من الفهم بتعظيم الله قدر نبينا صلى الله عليه واله وسلم وخصوصيته اياه بفضائل ومحاسن ومناقب لاتنضبط بزمام وتنويهه من عظم قدرة بما تكل عنه الالسنة والاقلام فمنها ما صرح به تعالى فى كتابه ونبه به على جليل نصابه واثنى به عليه من اخلاقه وادابه وحض العباد على التزامه ايجابه فكان جل جلاله هو الذى تفضل واولى ثم طهر وزكى ثم مدح بذلك واثنى ثم اثاب عليه الجزاء الاوفى فله الفضل بدأ وعودا والحمد لله اولى واخرى ومنها ما ابرزه للعيان من خلقة من خلقة على اتم وجوه الكمال والجلال وتخصيصه بالمحاسن الجميلة والاخلاق الحميدة والمذاهب الكريمة والفضائل العديدة وايده بالمعجزات الباهرة والبراهين الواضحة والكرامات البينة التى شاهدها من عاصره وراها من ادركه وعلمها علم اليقين من جاء بعده حتى انتهى علم حقيقة ذلك الينا وفاض انواره علينا صلى الله عليه واله صحبه وسلم كثيرا
واعلم يا اخى المحب ان الحق سبحانه وتعالى اثنى على نبيه واظهر عظيم قدرة واجله وفخمه تفخيما وكرمه تكريما ونوه به فى ذلك غاية التنويه فى ملائه الاعلى ثم بين ذلك فى كتابه العزيز حتى يعرف الخلق جميعهم من هو الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم
فمن هذه الايات التى اثنى الله بها على حبيبه ومصطفاه وبين فيها صفته اللطيفية النفسية فى الخلقة البشرية وجعلها من باب المجانسه البشرية ولتقريب الوصف فى التراكيب والتراتيب والاطوار الخلقية والخلقية
قل تعالى {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة128
قال الامام جعفر الصادق عليه السلام :علم الله تعالى عجز خلقه عن طاعته فعرفهم ذلك لكى يعلموا انهم لاينالون الصفو من خدمته فاقام بينه وبينهم مخلوقا من جنسهم فى الصوره البسه من نعته الرافة والرحمة واخرجه الى الخلق سفيرا صادقا وجعل طاعته طاعته وموافقته موافقته فقال تعالى {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ }النساء80
وقال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107 لبس الحق عز وجل نبيه ومصطفاه ثوب الرحمة الكاملة وزينة بها فكان صلى الله عليه واله وسلم كونه كله رحمه وجميع شمائله وصفاته رحمة على الخلق فمن اصابه شئ من رحمته فهو السعيد فى الدارين
فحياته صلى الله عليه واله وسلم رحمة وبعد انتقاله الى الرفيق الاعلى فهورحمة قال صلى الله عليه واله وسلم ( حياتى خير لكم ومماتى خير لكم )
قال السادة المحققون فى قوله تعالى {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة128
كانه يقول من خيركم نفسا ، واطهركم قلبا ، واصدقكم قولا وازكاكم فعلا ، واثبتكم اصلا ، واوفاكم عهدا ، وامكنكم مجدا ، ومن اكرمكم طبعا ، واحسنكم صنعا، واطيبكم فرعا ، واكثركم طاعة وسمعا ، من اعلاكم مقاما، واحلاكم لاما ، واوفاكم زماما ، وازكاكم سلاا ، ومن اجلكم قدرا ، واعظمكم فخرا ، واكثركم شكرا ، وارفعكم ذكرا ،
واعلاكم امرا ، واجملكم صبرا ، واحسنكم خبرا، واقربكم بشرا ، ومن ابعدكم مكانا ، واعظمكم شانا ، وارحكم ميزانا ، واولكم ايمانا ، واوضحكم بيانا ، وافضلكم لسان، واظهركم سلطانا ، وابينكم برهانا ، من ارسخكم قدما ، وابينكم علما ، واوصلكم رحما ، وابركم قسما،وابعدكم كرما ، وارعاكم ذمما ، من اسطعكم نورا ، وانوركم سرورا ، واجملكم حبورا ، وافضلكم حيا ومقبورا ،،،،،،،