( فى بيان معنى محبة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم وتعظيمه)
اما محبة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم فسببها ان تستحضر فى قلبك جلال النبى صلى الله عليه واله وسلم وعظمته وكونه صلى الله عليه واله وسلم سببا فى كل موجود ومن نوره خلق نور كل شئ فى هذا الوجود وانه حبيب الله وخليل الله وصاحب المقام المحمود وانه اول الانبياء وخاتم المرسلين وانه صاحب الشفاعة العظمى وانه الرحمة المهداة والنعمة المسداة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107
وان السموات والارض ومن فيهن والكون جميعه خلقه الله عز وجل من اجله وانه صلى الله عليه واله وسلم علة هذا الوجود لذا فهو السبب الاوحد فى خلقنل ووجودنا فى هذا الوجود وان الله من اجله تاب على ادم عليه السلام وانه كان نورا يتقلب فى اصلاب الطاهرين قال تعالى {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ }الشعراء219 وانه الوسيلة العظمى والدلالة الكبرى على الله عز وجل وان ابواب الله كلها مسدودة على الخلق الا من ياتى من خلف المصطفى صلى الله عليه واله وسلم
وانه النبى وادم بين الماء والطين وان الله خلق ادم بيديه وخلق المصطفى صلى الله عليه وسلم من نوره وان الله رفع ادريس مكانا عليا الى السماء الرابعة وان المصطفى صلى الله عليه واله وسلم رفعه الى مكانة الحبيب فى معية المحبوب الى المجالسة على بساط انس الحضرة الالهية وان الله اتخذ ابراهيم خليلا وان المصطفى صلى الله عليه واله وسلم اتخذه الله حبيبا وخليلا وانيسا ومحبوبا مطلقا وان الله كلم موسى تكليما فقد كلمه من وراء سبعين الف حجاب وان المصطفى صلى الله عليه واله وسلم كلمه الحق عز وجل وليس بينهما حجاب ولاترجمان وان الله خلق عيسى من رحهوان المصطفى صلى الله عليه واله وسلمقرن اسمه باسمه فلا يقال لا اله الا الله والا عها محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
وان جميع الانبياء قطرة من بحره وساعة من دهره وانه اول من عبد الله على الحقيقة قال تعالى {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ }الزخرف81 اى العابدين العارفين بالله رب العالمين وان الله عز وجل جعل محبته فى محبته وطاعته من طاعته واتباعه من اتباعه وان موسى عليه السلام طلب رؤية الله فقال له الحق لن ترانى فاما المصطفى صلى الله عليهواله وسلم فراه بالبصيرة والعيانى وقال موسى عليه السلام قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي{25} وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي{26} وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي{27} يَفْقَهُوا قَوْلِي{28} وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي{29} هَارُونَ أَخِي{30} طه
وقال الله تعالى فى حق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ{1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ{2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ{3} وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ{4} الشرح
وقال موسى عليه السلام { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى }طه84
وقال للمصطفى صلى الله عليه واله وسلم {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى }الضحى5
ودعا نوح عليه السلام على قومه لكن المصطفى صلى الله عليه واله وسلم قال اللهم اغفر لقومى فانهم لايعلمون
وحيث الشفاعة الكبرى الكل يوم القيامة يذهب الى الانبياء من ادم عليه السلام الى عيسى بن مريم عليه السلام فالكل يقول نفسى نفسى الى ان يذهبوا الى الحبيب المصطفى صاحب الشفاعة العظمى فيقول انا لها انا لها فنجد المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ساجدا فيقول له الحق عز وجل بعد ان يحمد الله عز وجل بمحامد لم يحمده بها احد من الاولين او الاخرين ارفع راسك وسل تعطى واشفع تشفع فيشفع المصطفى صلى الله عليه واله وسلم فى الخلق اجمعين وفى هذا المعنى قلت
هو خير خلق الله اعظم مرسلا فهو المقدم ما له اقرانا
هو احمد ومحمد نور الهدى خير الخلائق سيد الاكوان
هو سيد الانبياء جميعهم قطبا لدائرة النبوة زانا
هو رحمة للعالمين ونعمة قران يمشى على الثرى وامانا
هو اسؤة للعارفين وحجة وانيسهم بالروح والعينانا
قال حجة الاسلام الامام ابو حامد الغزالى قدس سره فى الدر المنضود : صلاة الله تعالى على نبيه صلى الله عليه واله وسلم وعلى المصلين عليه معناها افاضة انواع الكرامات ولطائف النعم عليهم واما صلاتنا عليه وصلاة الملائكة فهى سؤال وابتهال فى طلب تلك الكرامات ورغبته فى افاضتها عليه والمعنى :
يقول حجة الاسلام : ان الحق عز وجل صلى فى قديم الازل على نبيه ومصطفاه صلاة ومعناها افاضة التجليات الالهية وانواع الكرامات القدسية ولطائف النعم السرمدية على هذا الجناب الاعظم فخرجت الصورة المحمدية عل هذا الوجود بتجليها فظهر الوجود بما فيه من عوالمه العلوية وعوالمه السفلية
واما صلاتنا عليه وصلاة الملائكة فهى بمعنى السؤال والابتهال بالذل والافتقار والتضرع والانكسار فى طلب الوصول الى تلكم النعم الالهية والافاضات اللانهائية والكرامات الحسية والمعنوية حتى تعم المصلين فى هذا المقام
ولم علم الحق اننا لم ولن نبلغ قدر الموافاة بالحقوق المحمدية التى اوصلها الحق عز وجل على يديه لنا فى هذا الوجود امرنا الله ان نصلى عليه ثم بعد ذلك احلنا الصلاة عليه لمن هو اعلم بها منا
فهو قولنا اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
فلا يعرف قدر المصطفى صلى الله عليه وسلم الا الله عز وجل لذلك فهو المصلى عليه فى الحقيقة أ0هـ
واعلم اخى المحب :
ان هذه الاية { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } وردة بصيغة المضارع الدالة على الدوام والاستمرار والبقاء السرمدى لتدل على انه سبحانه وتعالة وجميع ملائكته يصلون على نبينا وحبيبنا صلى الله عليه واله وصحبه وسلم دائما ابدا باقيا ببقاء الله عز وجل وغاية مطلوب الاولين والاخرين صلاة واحدة من الله عز وجل وانى لهم بذلك فما ظنك يا اخى المحب فيمن يصلى الله تعالى عليه هو وملائكته على الدوام واستمرار البقاء الدنيوى والبرزخى والاخروى والالهى الذى ليس له نهاية فسبحانه وتعالى {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الحديد3
صلى الله عليه فى اوليته فهو الاول الذى ليست لاوليته اولية وصلى عليه فىاخرياتنا فهو الاخر الذى ليست لاخرته اخروية
وصلى عليه فى ظاهره فصلى عليه اهل مكة لاظهاء رفعته وسلطانه مقامه وعرفانه
وصلى عليه فى باطنه فصلى عليه اهل ملكوته وجبروته لينال الكل فيوضاتالذات الالهية( المنجلية - المتجلية) على هذا الحبيب الاعظم صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم
صلى الاله بعظمة وجلاله ثم الملائكة الاكرام على النبى
فهو الحبيب لربنا رب العلا وهو الدليل لجنة لا تختبى
صلو بنا يامعشر الاسلام على النبى الواض الاحكام
نطق الكتاب بفضله وجلاله وبفضله ننجو من الاجرام
قلت :
اصلى صلاة وتعظيما واجلالا على النبى المصطفى باهى الجمالا
صلى عليه من الرحمة مكرمة بها يمن الله علينا تعالا
صلاة وتسليما مدى الازمان مقصدها حب وشوقا اليه مع الالا
فيارب صلى على المختارماصلت عليه جميع الخلق بكمالا
صلاة رحمن وقد تجلت على رحيم بتعظيم واجلالا
ثم الملائك بالتشريق قد صلت على المختار لتنال فخرا واقبالا
فصلوا بنا يا اخوة الاسلام هيا لتنال منه ومن الرحمن وصالا
موضوع: رد: المحبة المحمدية للفقير محمد بن عبد المجيد النقشبندى 
الأربعاء 11 مايو - 5:24
