بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
مبحث
فى حديث المصطفى صلى اللهعليه وسلم
« إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَُ فَقُولُوا مِثْلَ ما يَقُولُ ثم صلوا علىُ »
وفى بيان حكم الصلاةوالسلام عقب الاذان
فى كتاب السنة والاجماع
انالله سبحانه وتعالى امر عباده المؤمنين بالصلاة والسلام على النبى صلى الله عليهوسلم بدون شرط ولا قيد ولا حصر ولم يخصها بزمان دون زمان ولا حال دون حال ولابالسر ولا بالجهر ولا بالقيام ولا بالقعود بل جعلها مطلقة ورغب سبحانه وتعالى عباده بالثواب لعظيم لكل من يصلى غليهفى اى حال من الاحوال فقد قال عز وجل {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَعَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُواتَسْلِيماً }الأحزاب56
قالالعلامة الالوسى فى تفسيره : اى صلوا عليه وسلموا تسليما اى عظموا شانه وارفعو فىقدره بقدر طاقتكم البشرية والامر فى الايةللوجوب بل اجمع الائمة والعلماء عليه وقالوا يجب الاكثار منها من غير تعيين بعددوانها تجب على المؤذن وسامعه والقارئ المار بذكره
واعلمان الصلاة عليه تكون باى صيغة من الصيغالمشروعة وباى لفظ يشعر فيه بعظم قدرهلعظيم مما اخذ من قوله ( صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )
وقداستدل افاضل الامة على جواز الصلاة والسلام علية صلى الله عليه وسلم بعد الاذانوجهر المؤذن بها حيث امر بحكاية السامعللاذان فقال ( قولوا مثل ما يقول ثم صلوا على )
والعلمبان حكاية الاذان لاتكون من السامع الا سرا والاذان للمؤذن جهرا وفيه اشاره وتنبيهللمؤذن بزيادة الصلاة عليه بعد الاذان وان السامع ايضا يحكى الصلاة والسلام عليهلاجل ان لايحرم ثواب حكاية الاذان والصلاة عليه
واعلمان استحداثها من مصداق قوله صلى الله عليه وسلم ( من سن فى الاسلام سنة حسنة فلهاجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة )
واعلمانها من سنة الاقوال لان الزمن الذى شاء الله تعالى اظهارها والجهر بها فيه لم ياتبعد ولم يولد من يظهر الله على يديه ذلك ، وان شئت قلن علم النبى صلى الله عليهوسلم باسرار الوحى ان الصلاة والسلام عليه ستزداد فى المستقبل بعد الاذان فامر السامعين بحكايتها كما يحكون الاذانلتحصل لهم الاجر فى الامرين ويجهر المؤذن بها ليكون سببا فى صلاة السامعين فيؤجرباجر المصلين عليه وصلى الله عليه وسلم
-2-
وقداخذوا كونها مطلوبة من المؤذن بعد الاذان فى بيانه الشريف ايضا لانه ليس منالمعقول ان يامر السامعين فقط والمؤذن لايدخل تحت الامر لانها واجبة على كل مؤمنوعلى من يسمع ذكر النبى صلى الله عليه وسلم
لانكثرة اشتغال الناس بالدنيا جعلتهم لايصلون على النبى ألا بذكر اسمه صلى الله عليهوسلم
واليكما جاء عن عمر بن عبد العزيز فى طبقات بن سعد بسند حسن أو صحيح انه كتبلعماله أن ناسا فى القصاص قد أحدثوا فىالصلاة على خلفائهم ومواليهم عدل صلاتهم على النبى صلى الله عليه وسلم فإذا جاءككتابى هذا فمرهم أن تكون صلاتهم على النبى خاصة ودعاؤهم للمسلمين عامة ويدعوا بماسوى ذلك بعد الأذان
فهذااول استحداث الزياده الخاصة بالصلاة والسلام على حضرته ولما راى بعض من علم هذاالافراد بالصلاة على غير حضرته انها جائزة خصوصا فى حق الصالحين والمصلحين وانالمقصود من الصلاة طلب الخير للمصلى عليه زاد بعض مما يقتدى بالصلاة والسلام بعدالاذان لذلك
ولماقتل الحاكم بامر الله امرت اخته المؤذنين ان يقولوا فى حق والدها السلام علىالامام الظاهر ثم استمر السلام على الخلفاء بعده الى ان ابطله السلطان صلاح الدينالايوبى وامر ان يقال قبل اذان الفجر فى كل ليلة بمصر والشام السلام على رسول اللهواستمر ذلك الى سنة 781 هـ ثم جعل عقب عشاء كل ليلة جمعة بالخصوص الصلاة على رسولالله صلى الله عليه وسلم
ثماول ما زيدت الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم بعد كل اذان فى زمن السلطانالمنصور حاجى بن الاشرف شعبان بن حسن الطنيرى لرؤى رأها بعض المعتقدين كما قالالعلامة المحقق المحدث بن حجر فىة الدر المنضود وذلك فى شعبان 791هـ بعد كل اذانالا المغرب والصبح لضيق وقتهما واستمر الامر على ذلك الى الان
لطيفة):- اما قول المارقين هل من يرى رسول اللهيامره بامر فى الدين هل يصدق بعد التشريع وبيان الاحكام ؟؟
تبالهؤلاء وانما الغرض من الرؤيا لفت نظر الراى الى هذا الحكم الشرعى المراد تنفيذاعلامة
فهللو بقى الامر من وقت ان اخذوه بالسلام على الامراء والخلفاء الى وقتنا هذا هل احديستطيع ان يرجعهم عنه ام الاحسن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اماعلموا ان رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم حق لايتدخل الشيطان فيها اولم يبداتشريع الاذان برؤيا راها عبد الله بن زياد وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما
ومنالفوائد الجهر بها بعد الاذان امور منها سماع من يريد حضور الجماعة ممن فاتهم سماعالاذان لامر ما خصوصا وقد كثر الشغل فى ايدى الناس ومنها الجهر بتعظيم شان سيدالعالمين ومنها الاطالة فى اظهار الشعائر واعلان الحرص على ذلك والحب البالغ
-3-
للهورسوله ولابتهاج المؤمنين وغيظ الملحدين والكافرين المارقين هذا هو وجهاستدلال عقلاء الامة واجماعهم على الجهربهما ليعم النفع وتتم الفائدة
والخلاصة
فنلخصلك مما تقدم ان الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم بعد الاذان من بيانهالشريف والعمل بها فى سنة الاقوال التى يعمل بها فى الزمن الذى شاء الله تعالىاظهارها فيه وهذا هو حكمها عند السادة الشافعية والحنابلة امتثالا لقوله صلى اللهعليه وسلم ( ثم صلوا على) وعلل بعض الشافعية سنيتها لما فيها من استذكار السامعينالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم
وهىعند الحنفية والمالكية بدعة حسنة وقولهم بدعة لانها لم تفعل بهذه الصفة فى زمنهصلى الله عليه وسلم وقولهم حسنة لان اصلها فى الدين